حسن الظن بالله يصنع المعجزات
لله المثل الأعلى يدبر الأمر من السماء الى الأرض ، فكل أحلامك وأمنياتك بيده سبحانه وتعالى " له مقاليد السماوات والأرض " أي عنده مفاتيح كل شيء ومفاتيح كل الأبواب المغلقة في حياتك .
أتحدث عن حسن الظن بالله . نعم إن العبادة من أعظم أسباب الفرج ، ومن أعظم أسباب العطاء والكرامات ، ولكن حسن الظن بالله غير مرتبط بالعبادة ، ولكنه مرتبط بيقينك في رحمة الله وكرمه .
فلا تعلق قلبك بعبادتك ، ولكن علق قلبك برحمة الله حتى وإن قصرت في العبادة ، حتى وإن كنت عاصيا . لأن حسن ظنك بربك يحقق لك الخير كله ويدفع عنك الشر كله .
وما أروع هذا الحديث عن حسن الظن بالله ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في صحيح مسلم « أن الله يأمر فيخرج من النار أربعة ، ثم يعودوا إلى النار مرة أخرى ، فيلتفت منهم واحد ويقول : يا رب ما كان هذا ظني بك أن تعيدني فيها بعد أن أخرجتني منها .
فأدخله الله الجنة » دخل الجنة ولم يعد إلى النار ليس بصالح عمله وإنما بحسن ظنه بربه .
وعندما كانت السيدة مريم في أحلك و أصعب الظروف في حملها في سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، وكانت خائفة من قومها يسألونها من أين أتت بهذا الحمل ، فيطمؤنها ربها جل وعلا " فناداها من تحتها ألا تحزني " " فكلي واشربي وقري عينا "
فرسالة الله تبارك وتعالى من قصة مريم لكل مسلم ألا تحزن وافرح وأبشر مهما كانت الأزمات ومهما كانت الصعاب فالله لن يتخلى عنك أبدا .
الله عز وجل قادر على أن يفرج همك وكربك و شدتك و أن يبدل حزنك فرحا فأحسن الظن به دائما .
يقول الله عز وجل في الحديث القدسي « أنا عند ظن عبدي بي إن خيرا فخير وإن شرا فشر » .
سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت وفي ظلمة البحر وظلمة الليل ، ويقول عنه ربنا " فظن أن لن نقدر عليه " أي ظن أن لن نضيق عليه ، فنادى سيدنا يونس " أن لا إلهَ إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " وتأتي البشري من أرحم الراحمين سبحانه وتعالى " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننج المؤمنين "
فحسن الظن هو الذي نجا سيدنا يونس عليه السلام لما قال : " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
ونجا موسى عليه السلام من فرعون لما قال : " كلا إن معى ربى سيهدين " .
ونجا أيوب عليه السلام من المرض لما قال : " وأنت أرحم الراحمين " .
تمسك دائما بهذا الدعاء وادع الله به كثيراً .
( اللهم اني أسألك حسن الظن بك وصدق التوكل عليك ) .
* فيديوهات تهمك